القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ التجارة الإلكترونية بالأرقام: البدايات وحتى عام فقاعة الدوت كوم | عشوائيات

تاريخ التجارة الإلكترونية بالأرقام: البدايات وحتى عام فقاعة الدوت كوم | عشوائيات
تاريخ التجارة الإلكترونية بالأرقام: البدايات وحتى عام فقاعة الدوت كوم | عشوائيات

سنستعرض تاريخ التجارة الإلكترونية على مقالين منفصلين أهم النقلات النوعية في تاريخ التجارة الإلكترونية، وسنسلط الضوء على أبرز الأحداث الّتي غيرت معالمها، وعمومًا سنركز في الجزئين على هذه النقاط:

  • تطور الإنترنت الّذي مهّد لظهور التجارة الإلكترونية.
  • المشاكل الّتي تعرضت لها التجارة الإلكترونية في بداياتها.
  • تاريخ بعض عمالقة التجارة الإلكترونية (أمازون - إيباي - إتسي - علي بابا).
  • مناقشة أسباب حدوث فقاعة الدوت كوم (Dot-com bubble).
  • الوقوف على أسباب إفلاس بعض الشركات على أثر فقاعة الدوت كوم.
  • عودة الإهتمام بالتجارة الإلكترونية على المستوى العالمي (ولكن هذه المرة بحذر).
  • تسليط الضوء على أبرز عمليات الاستحواذ الّتي غيرت معالم التجارة الإلكترونية.
  • تطور طرق الدفع عبر الزمن (بيبال - Apple Pay - Google Pay).
  • صعود أجهزة الهواتف المحمولة.
  • تأثير شركات الهواتف المحمولة (مثل شركة آبل) على التجارة الإلكترونية.
  • ارتفاع نسبة المعاملات عبر الهواتف المحمولة على مجمل معاملات التجارة الإلكترونية العالمية.
  • تطور طرق التوصيل عبر الزمن (أمازون برايم - أمازون Key) وتأثيرها على المستهلك.
  • صعود شبكات التواصل الإجتماعي (فيسبوك - إنستغرام).
  • التسّوق عبر شبكات التواصل الإجتماعي.
  • تسليط الضوء على بعض الشركات البرمجية الخاصة الّتي سهلت التجارة الإلكترونية (مثل شوبيفاي Shopify- بيغ كومرس BigCommerce).
  • ظهور أدوات مفتوحة المصدر لبناء المتاجر الإلكترونية (ووكومرس WooCommerce - أوبن كارت OpenCart - ماجنتو Megento).

ملاحظة: سيستعرض المقال أهم الأحداث الّتي حلصت منذ نشأة التجارة الإلكترونية وحتى تاريخ كتابة هذا المقال، وسيناقش باختصار الأحداث الّتي حصلت قبل عام 1995، وأما الأحداث الّتي حدثت بعد هذا العام سنُناقشها بالتفصيل بحسب ورودها، كما سيكون لنا وقفات بين الأعوام لنوضح بعض الأفكار الّتي أحدثت تغييرًا جذريًا في تاريخ التجارة الإلكترونية.

إخلاء مسؤولية: إن تركيزنا على بعض الشركات أو الدول أو المنتجات دونًا عن غيرها لا يعني بالضرورة أننا نسوق لها، وإنما لأسباب تتعلق بسهولة الوصول للإحصائيات الدقيقة والمعلومات الكاملة، كما أن جميع الأرقام والإحصائيات المذكورة يتحمل مسؤوليتها أصحابها، وإن تسلسل الأحداث المذكورة تعبر عن وجهة نظر الكاتب، وليس لأكاديمية حسوب أي هدف من تسليط الضوء عليها إلا لأهداف تعليمية.

البدايات: التجارة الإلكترونية قبل عام 1995

نشأت التجارة الإلكترونية في الستينيات القرن الماضي، إلا أنها لم تكن مثلما نعرفها اليوم. إذ كانت تعرف آنذاك باسم تبادل البيانات الإلكترونية (Electronic Data Interchange)، وتسمح هذه الطريقة للشركات بالتبادل مستندات التجارية مع أجهزة الحواسيب الخاصة بالشركات الأخرى. كما ساعدت في انتشار عملية تبادل أنواع معينة من المستندات الضرورية بين الشركات وهي طلبيات الشراء والفواتير. مما عزز بدوره دور التقنية في إكمال المعاملات التجارية وتقليل الاعتماد على التبادل الورقي.

خلال تلك الفترة نفسها، حدث قفزة أخرى ساعدت على ظهور التجارة الإلكترونية بالشكل الّذي نراه الآن. وهو ظهور مشروع أربانت (ARPANET) خلال الحرب الباردة، إذ احتاج القادة العسكريون إلى نظام اتصالات حاسوبي بدون نواة أو موقع أو قاعدة مركزية؛ ويجب على هذا النظام أن يكون غير قابل للاختراق أو التدمير بسهولة في حال حدوث أي هجمة للعدو.

أنشأت وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة (DARPA)، وهي قسم تابع لوزارة الدفاع الأمريكية، شبكة أربانت وتعدّ هذه الشبكة من أوائل الشبكات الّتي استُخدمت لتوصيل أجهزة الحاسوب في المؤسسات البحثية الممولة من البنتاغون عبر خطوط الهاتف. كان الهدف الأساسي لشبكة أربانت أكاديميًا أكثر منه عسكريًا، الأمر الّذي سمح لمزيد من المؤسسات الأكاديمية بالاتصال بهذه الشبكة. تأتي أهمية هذه الشبكة من كونها تستخدم بروتوكول (TCP/IP)، وهو نفس البروتوكول المستخدم للاتصال بالإنترنت في يومنا الحالي. أي دون اختراع شبكة الأربانت لن يكون لدينا من الأساس الشبكة الّتي نسميها الآن شبكة الإنترنت.

استمرت التطورات الجديدة في التكنولوجيا بالتقدم بخطى ثابتة حتى عام 1970 عندما ابتكرت خدمة (Videotex) وهي خدمة تراسل نصية ثنائية الاتجاه تُعرض على شاشة. في تلك الأثناء سارعت العديد من الصحف البريطانية مثل فاينانشال تايمز لتوفير القصص الصحفية عبر الإنترنت من خلال هذا الخدمة. كما ظهر مفهوم جديد وهو التسوق عن بعد أو التسوق عبر الإنترنت وكان ذلك في المملكة المتحدة عام 1979 على يد مايكل ألدريتش، وكان يدعم نمطين من التجارة الإلكترونية وهما:

  • التجارة الإلكترونية من شركة إلى مستهلك (B2C).
  • التجارة الإلكترونية من شركة إلى شركة (B2B).

ظهور شبكة الوب العالمية

لم تظهر شبكة الوِب العالمية والتي تعرف أيضًا WWW وهي اختصارًا (World Wide Web) حتى أوائل تسعينيات القرن الماضي، وذلك عندما نشر عالم الحاسوب تيم بيرنرز لي مع صديقه روبرت كايليو اقتراحًا "لمشروع النصوص التشعبية" يسمى "WorldWideWeb". باعتبار هذه المشروع شبكة من مستندات النصوص التشعبية يمكن تصفحها من خلال المتصفحات (Browsers) بالاعتماد على تقنية خادم-عميل (Client-Server)، ليكون هذا المشروع شرارة البدء بعصر الوِب والمواقع الإلكترونية، والأهم من ذلك المتاجر الإلكترونية!

أول متصفح وِب في التاريخ

أنشأ تيم بيرنرز لي باستخدام حاسوب NeXT أول خادم وِب في العالم، وبنى أول متصفح وَب بعد فترة قصيرة. بعدها بدأ ظهور خدمة الوِب في 6 من شهر آب عام 1991 كخدمة متاحة للجمهور على الإنترنت. وعندما رفعت مؤسسة العلوم الوطنية (NSF) قيودها على الاستخدام التجاري للشبكة في عام 1991 شهد الإنترنت والتسوق عبر الإنترنت نموًا ملحوظًا. ولاحقًا في شهر أيلول عام 1995، بدأت NSF في فرض رسوم على تسجيل أسماء النطاقات. كان هناك 120 ألف اسم نطاق مسجل آنذاك، وخلال 3 سنوات نما هذا العدد ليصبح أكثر من 2 مليون نطاق.

في عام 1994 كشفت نتسكيب (Netscape) النقاب عن متصفح الوِب (Netscape Navigator) على يد كلّ من مارك أندريسن وجيم كلارك، ويعمل هذا المتصفح على نظام التشغيل ويندوز مما أكسبه شعبية قوية آنذاك، كما تضمن هذا المتصفح أهم ميزة آنذاك، وهي التشفير باستخدام طبقة المقابس الآمنة (SSL)، والّتي ساعدت بدورها على تشفير وتأمين المعاملات على الإنترنت.

بدأ جميع التجار بالتفكير في افتتاح المتاجر الإلكترونية إلا أن كثرة العقبات والتحديات وضعف الرؤية المستقبلية لهذا النوع من التقنيات جعلت الكثير من التجار والمستثمرين وأصحاب الأموال تتمهل قليلًا لرؤية من الّذي سيغامر ويكون إما فأر تجارب أو قائد دفة التغيير في الأسواق. ولكن بعضًا من المغامرين أقدموا على هذه المخاطرة ومنهم تشارلز ستاك (Charles Stack) والّذي افتتح متجره الإلكتروني "Book Stacks Unlimited" المخصص لبيع الكتب عام 1992. ليكون بذلك أول شخص يبيع كتابًا على الإنترنت.

استشعرت تيرا زيبورن وجيم سنايدر حال الأوضاع الحالية في السوق ونشرا في عام 1992 وجهة نظرهما على شكل كتاب أطلاقّا عليه اسم "مستقبل المتاجر": كيف ستُغير التقنيات طريقة تسوقنا وشرائنا. كان لهذين الكاتبين نظرة ثاقبة وتوقعات حول مستقبل النزعة الاستهلاكية، كما ناقش الكتاب واقع التجارة التقليدية، وأنه ومنذ مئات السنين لاتزال الأسواق التقليدية تزداد تعقيدًا وإرباكًا للمستهلكين، وكيف أن تقنيات الجديدة بجانب السياسات العامة المبتكرة ستساعد المستهلكين على التغلب على هذا المشاكل. لا تزال رؤية الكاتبين بشأن مستقبل المتاجر يتردد صداها حتى يومنا الحالي.

التحديات التي واجهتها التجارة الإلكترونية

ظهرت العديد من التحديات والتي شكلت سدًا منيعًا أمام تقدم التجارة الإلكترونية، تنوعت هذه التحديات فمنها لوجستية ومنها تقنية ومنها سلوك العملاء والمستهلكين! وإليكم بعضًا من أبرز هذه التحديات:

  1. مشاكل الدفع: لم يتواجد حلول قوية من أجل الدفع الإلكتروني، وإنما كانت منظومة الدفع تعمل بطريقة بدائية مثل الدفع عند التسليم والّتي شكلت مشكلة حقيقة للتاجر بسبب تقليصها لنمو التجارة عدا عن المنتجات المرتجعة بعد التوصيل بسبب عدم رضا العميل عنها والخسارة الناتجة عنها.
  2. مشكلة التوصيل: عدم وجود شركات شحن متخصصة وموجهة للمتاجر الإلكترونية أدى للكثير من المشاكل اللوجستية الّتي انعكست لاحقًا على زيادة التكلفة التشغيلية للمتجر الإلكتروني مما شكل عقبة أخرى في تقدم التجارة الإلكترونية.
  3. عدم وجود جهاز إلكتروني بسعر معقول للوصول للإنترنت: إن ارتفاع سعر أجهزة الحواسيب آنذلك شكل أزمة حقيقة في تقدم التجارة الإلكترونية، والّذي أدى لضعف نمو التجارة بسبب عدم رؤية المستثمرين جدوى من ذلك الاستثمار المحفوف بالمخاطر.
  4. صعوبة إيجاد المحتوى على الإنترنت: على الرغم من وجود بعض محركات البحث آنذاك إلا أنها كانت تعاني من عدة مشاكل أبرزها كثرة المفردات المترادفة وغموض الكلمات وعدم طرح الأسئلة الصحيحة من قبل المستخدمين، أي باختصار لم يكن في ذلك الوقت محركات بحث ذكية، وكان لا بد من معرفة الزبون عنوان الموقع الإلكترونية الخاص بالشركة الّتي سيشتري منها منتجاته الأمر الّذي شكل صعوبة للمشاريع الناشئة آنذاك.
  5. عدم وجود طريقة فعالة لترويج المنتجات: عدم وجود طريقة رخيصة وتحقق معدل تحويل مرتفع لترويج المنتجات على الإنترنت أدى أيضًا إلى تباطئ عجلة التطور لهذا المجال.
  6. صعوبة تغيير عقلية العميل: لم يكن العملاء حينها معتادين على التسوق الإلكتروني، ومعظمهم كان يفضل الذهاب إلى المتاجر التقليدية وشراء حاجياتهم بأنفسهم. بالإضافة إلى ذلك عدم ثقة العملاء بإيداع أموالهم إلكترونيًا خوفًا من سرقتها من قبل مجهولين.

بالطبع كان هناك العديد من التحديات الأخرى المخفية ولكن كانت هذه أبرزها آنذاك. لم تشهد الأعوام اللاحقة الكثير من الأحداث سوى عام 1994 الّذي شهد انطلاقة شركة أمازون (Amazon) على يد جيف بيزوس، في البداية كان هدفه الأساسي إتاحة شراء الكتب إلكترونيًا، أي أن الموقع يعتمد فعليًا على نمطين من التجارة وهما من شركة إلى مستهلك (B2C) ومن مستهلك إلى مستهلك (C2C). من الجدير بالذكر أن موقع أمازون يعدّ من أوائل المواقع الّتي أضافت مراجعات المشترين كمقياس لتصنيف المنتجات. وهي الطريقة تصنف الآن أكثر الطرق فاعلية لزيادة عدد المبيعات. توسعت الشركة لاحقًا لتبيع عدة منتجات أخرى غير الكتب، وأما اليوم فأصبحت من أكبر متاجر الإلكترونية في العالم وهي تبيع حاليًا كلّ شيء من الموسيقى والفيديو مرورًا بالأدوات الإلكترونية والملابس والأثاث وحتى الطعام أيضًا لتأكل بذلك العديد من الحصص السوقية ولتُشكل أيضًا إمبراطورية خاصة بها.

1995: إطلاق شركة إيباي eBay

شهد عام 1995 إطلاق عملاق من عمالقة التجارة الإلكترونية وهو موقع إيباي (eBay) على يد بيير أوميديار، كان موقع إيباي مخصص للمزادات الإلكترونية إذ يمثل الوسيط بين البائع والمشتري؛ أي أن الموقع اعتمد على نمط التجارة من مستهلك إلى مستهلك (C2C) أساسًا لعملياته والموقع مفتوح لأي شخص كي يعرض بضاعته للبيع أو يشتري بضاعة من شخص آخر.

1996: إطلاق شركة توصيل البقالة إلى المنزل WebVan

أبرز الأحداث في الأسواق والمتاجر الإلكترونية:

  • وصلت قيمة المعاملات على موقع أمازون 15.7 مليون دولار.
  • إطلاق أول هاتف محمول في فنلندا والّذي بإمكانه الإتصال بالإنترنت كان Nokia 9000 Communicator. لكن في الحقيقة كانت إمكانية الوصول إلى الإنترنت محدودة في البداية بسبب الأسعار المرتفعة للغاية من قبل المشغلين.

كانت لدى لويس بوردرز فكرة مجنونة للسماح للناس بطلب البقالة عبر الإنترنت وتسليمها إلى منازلهم. وفعلًا قررت بناء شركة WebVan واستطاعت هذه الشركة جمع 3.5 مليون دولار في جولة التمويل الأولى لها من خلال عدة مستثمرين عام 1997، واستثمرت لاحقًا شركة سيكويا لرأس المال المخاطر (Sequoia Capital) مبلغًا قدره 50 مليون دولار واستثمر أيضًا شركة سوفت بانك (Softbank Capital) مبلغ قدره 160.3 مليون دولار.

1997: أمازون شركة عامة

أبرز الأحداث في الأسواق والمتاجر الإلكترونية:

  • طرحت شركة أمازون أسهمها للإكتتاب لتصبح بذلك شركة عامة، سارع المستثمرين لشراء هذه الأسهم مباشرة وباعت شركة أمازون السهم آنذاك بسعر 18 دولار أمريكي مما رفع قيمتها السوقية إلى 54 مليون دولار أمريكي في بورصة ناسداك. ساعد هذا الطرح في البورصة الشركة على تأمين المال اللازم لعمليات النمو والاستحواذ على الشركات الناشئة أو حتى المنافسة! كما وصل عدد المستخدمين في موقع أمازون إلى المليون، ووصلت قيمة المعاملات على الموقع 148 مليون دولار أمريكي.
  • يستمر ازدهار أسواق المزادات الإلكترونية الممثل بموقع إيباي ويحقق مليون عملية بيع بنجاح.

1998: إطلاق محرك البحث غوغل Google وإطلاق موقع باي بال PayPal

بدأت شركة أمازون بيع الموسيقى والفيديوهات، كما بدأت أيضًا في التوسع دوليًا وذلك بالاستحواذ على بعض بائعي كتب عبر الإنترنت في المملكة المتحدة وألمانيا، ووصلت قيمة المعاملات عبر موقع أمازون إلى 610 مليون دولار. كما توسعت الشركة لتشمل أسواق جديدة وذلك من خلال طرحها نسخة من موقعها مخصصة لألمانيا ونسخة أخرى للمملكة المتحدة.

إطلاق محرك البحث غوغل Google

أطلق لاري بيج وسيرجي برين (وهما طالبين من طلاب الدكتوراه في علوم الحاسوب في جامعة ستانفورد) محرك البحث غوغل رسميًا للعلن، عملت الشركة بواسطة خوارزمياتها على فهرسة المواقع والصفحات الإلكترونية بطريقة تسهل للمستخدمين إمكانية البحث والوصول إلى معلومة معينة بطريقة سهلة جدًا. مع أنه كان هنالك محركات بحث أخرى إلا أنهما كانا يعتقدان بأن محرك البحث الّذي يقوم بتحليل العلاقات بين مواقع الشبكة الإنترنت من شأنه أن يوفر ترتيبًا أفضل لنتائج البحث من النتائج الّتي كانت توفرها المحركات المشهورة آنذاك وهي طريقة ترتيب النتائج بحسب عدد مرات ظهور المصطلح الّذي تبحث عنه في صفحات الإنترنت. وبالفعل اختبرا هذه الفرضية كجزء من دراستهما للدكتوراه وبالفعل أعطت نتائج جيدة. ليسطروا بذلك إحدى أهم محركات البحث في العالم الأمر الّذي أضاف سهولة بالغة في آلية الوصول للمواقع والمتاجر الإلكترونية.

إطلاق موقع باي بال PayPal كنظام دفع للتجارة الإلكترونية

أطلق موقع باي بال لتقديم حلول الدفع الإلكتروني، وهو موقع وِب تجاري يسمح للمستخدم بتحويل المال عبر الإنترنت إذ يمكن للمستخدم إرسال المال إلى الآخرين أو استقبال أموال. تعد خدمة العملة الإلكترونية بديلة عن الطرق الورقية التقليدية كالشيكات أو الحوالات المالية. يذكر أن شركة باي بال ناتجة عن دمج شركة Confinity للدفع الإلكتروني مع شركة X.com ليعاد بناء العلامة التجارية لاحقًا في عام 2000 وتصبح رسميًا باي بال PayPal لتكون بذلك الشركة الرائدة لتحويل المال إلكترونيًا بطريقة آمنة.

1999: إطلاق شركة علي بابا Alibaba

أبرز الأحداث في الأسواق والمتاجر الإلكترونية:

  • تستمر شركة أمازون بالتوسع وتضيف إلى متجرها الإلكترونيات الاستهلاكية وألعاب الفيديو والبرامج وأدوات تحسين المنزل والألعاب.
  • أصبحت التجارة الإلكترونية حديث الساعة وبدأ العديد من المستثمرين وأصحاب الأموال في التفكير بالدخول في هذا السوق الناشئ للحصول على أكبر حصة ممكنة.

إطلاق شركة علي بابا Alibaba للتجارة الإلكترونية

أسس جاك ما مع 17 صديقًا له جمعهم كلهم في شقته في مدينة هانغتشو ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية وافق الجميع على المشروع وجمعوا 60 ألف دولار أمريكي لإطلاق موقع من أنجح الأسواق الإلكترونية على الوِب أسماه علي بابا (Alibaba). ومن ناحية طريقة عمله يعمل الموقع كسوق عبر الإنترنت للشركات لبيع منتجاتها لشركات أخرى أي (Business to Business). لكنها لم تنطلق لتبيع منتجات إلى المستهلك حتى بدأت سوق تاو باو (Taobao) وذلك عام 2003، والذي يبيع فيه التجار البضائع والمنتجات مباشرة إلى المستهلكين.

2000: إطلاق منصة OsCommerce للتجارة الإلكترونية وأداة Google AdWords

أبرز الأحداث في الأسواق والمتاجر الإلكترونية:

  • أتاحت أمازون الفرصة للتجار لعرض منتجاتهم وبضاعتهم كما استمرت الشركة بالتوسع لتشمل أسواق جديدة وذلك من خلال طرحها نسخة من موقعها مخصصة لليابان، ونسخة أخرى لفرنسا.
  • استطاع جاك ما مؤسس شركة علي بابا من جمع 20 مليون دولار أمريكي من المستثمرين بقيادة مجموعة "سوفت بانك" اليابانية وذلك بعد عام واحد فقط من تأسيس الشركة.
  • الإعلان عن تطوير خدمات الجيل الثالث 3G للهواتف الذكية. مما جعل أشياء كثير ممكنة مثل عقد المؤتمرات عبر الفيديو وإرسال مرفقات بريد إلكتروني كبيرة ممكنة. إلا أنه كانت هذه الخدمة غالية الثمن. وعلى الرغم من انخفاض أسعار الأجهزة إلى حدود 300 - 700 دولار أمريكي ولكن أدى هذا الإعلان لزيادة الرهان على مستقبل سوق الهواتف الذكية أما بالنسبة لخدمة الجيل الثالث فكانت غالية نسبيًا ولم يتشجع الكثير من الناس لشراء هذه الخدمة.

منصة OsCommerce التجارة الإلكترونية مفتوحة المصدر

أطلق هارالد بونس دي ليون مشروع جانبي -على حد قوله- أسماه مشروع التبادل OsCommerce وهو ومنصة مخصصة للتجارة إلكترونية وهي مفتوحة المصدر تتيح بناء متجر إلكتروني على الإنترنت ويمكن تشغيلها على أي خادم وِب مثبتٌ عليه لغة البرمجة PHP ونظام قواعد البيانات MySQL.

إطلاق أداة غوغل أدوردز Google AdWords

قدمت شركة غوغل عام 2000 أهم أداة ساعدت على تقدم التجارة الإلكترونية ألا وهي أداة غوغل أدوورد والتي أتاحت لشركات التجارة الإلكترونية الإعلان عن متاجرهم ومنتجاتهم إلى الأشخاص الذين يبحثون عنها في محرك البحث غوغل. سرعان ما بدأت معظم المتاجر الإلكترونية باستخدام هذه الأداة، وتكون طريقة الدفع لشركة غوغل فقط عندما يقوم الأشخاص بالنقر على إعلانك أي كان الإعلان الدفع بالنقرة (Pay Per Click).

2001: عام مليء بالمفاجآت

أبرز الأحداث في الأسواق والمتاجر الإلكترونية:

  • الإعلان رسميًا عن إتاحة خدمات الجيل الثالث 3G للمستخدمين في اليابان كإصدار تجريبي من قبل شركة NTT DoCoMo.
  • إعلان متجر Costco التقليدي عن افتتاحه متجر إلكتروني المخصص للبيع بالجملة للتجار أي يعمل الموقع نموذج من شركة إلى شركة (Business to Business).
  • حققت شركة باي بال نموًا هائلًا إذ بلغ عدد المستخدمين النشطين على منصة باي بال 10.2 مليون حساب شخصي و2.6 مليون حساب تجاري في 39 دولة حوال العالم، كما بلغت التعاملات المالية 3.1 مليار دولار أمريكي، يعزوا معظم المحللين أن السبب الأساسي للنمو هو أنها رخيصة جدًا إذ كانت أرخص حتى من حوالة بريدية والطوابع الخاصة بها كما أن السبب الأخر هو عدم الحاجة لبطاقة إئتمان كما قدمت الشركة في خريف عام 2001 أول ضمان للمستهلك: نص على أن العملاء الّذين فشلوا في استلام البضائع المشتراة من بائعي يستخدمون حسابات باي بال معتمدة سيعوضون بتكلفة المنتجات بالكامل من قبل الشركة. إلا أنه كانت تعاني الشركة من مشكلة حقيقة في قسم خدمة العملاء والذي أدى لظهور منافسين لها.
  • افتتاح شركة سكريل (Skrill) وعرفت نفسها على أنها مزود محفظة رقمية تتيح مجموعة من خدمات الدفع وتحويل الأموال عبر الإنترنت وموجه للمملكة المتحدة وأوروبا.
  • بعد نجاح فكرة موقع أمازون في جعل موقعها سوق إلكتروني عكف متجر إيباي أيضًا لإضافة هذه الميزة وسمح للبائعين بفتح متجر داخلي خاص بهم لعملائهم على أساس منتظم، مما يحاكي الشهرة المتزايدة لحلول التجارة الإلكترونية المماثلة عبر الإنترنت.

تطوير برنامج iTunes من شركة آبل

  • قدمت شركة برنامج ايتونز (Apple iTunes)، وهو برنامج حاسوب لتشغيل وتحويل الموسيقى إلى صيغة رقمية مضغوطة وهي MP3 مضغوط، والّتي كانت شائعة الاستخدام في أجهزة الحاسوب والأجهزة الرقمية الأخرى. في وقت لاحق من نفس العام، بدأت شركة آبل في بيع جهاز iPod، وهو مشغل محمول خاص للموسيقى ذات الصيغة MP3، والذي سرعان ما أصبح الرائد في سوق. والآن يتوفر تطبيق آي تيونز طريقة لشراء الأغاني والأفلام والبودكاست المفضلة لديك.

الحلول التي مهدت لانفجار فقاعة الإنترنت

هل تذكر التحديات الّتي تعرضت لها منظومة التجارة الإلكترونية؟ لاحظ أن معظمها وجد له حلّ مخصص واحترافي ساعد على بلورة الفرص الموجودة في هذا السوق. زاد إقبال الناس على إنشاء الشركات الإلكترونية وتحديدًا الشركات الّتي لها موقع إلكتروني والّتي كانت تعرف آنذاك بشركات الدوت كوم في إشارة لوجودها الإلكتروني. انتشرت ثقافة ريادة الأعمال بين شباب الجامعات وكانت هنالك العديد من القصص لشباب أصبحوا أثرياء بهذه الطريقة، ولتسريع نموهم يحصل هؤلاء على قروض من البنوك لتمويل مشاريعهم، فيما نجح كثيرون في إقناع المستثمرين بالاستثمار في مشاريعهم.

أصبحت الشركات الإلكترونية حديث الشارع الأمريكي لم يقتصر الحديث بين المستثمرين فقط وإنما كان حديث كلّ الناس. العديد من الشباب في ذلك الوقت وخصيصًا طلاب الجامعات الأمريكية كانوا يتحدثون عن أفكارهم وكيف يحاولون الدخول في هذا السوق الجديد، وكيف سيتمكنون من إنشاء شركة ناشئة قائمة على فرد واحد أو فريق صغير من الأصدقاء تقدم منتجًا أو خدمة عبر الإنترنت، وتحصل على تمويل من المستثمرين بالدخول إلى البورصة وعالم الاكتتاب والمال والملايين. ولجأ الكثير من الشباب إلى بناء هذه الشركات من غرف نومهم أو من مواقف سياراتهم دون أن يفكروا حتى في أن يكون لشركاتهم مقرات أو حتى أن يسجلوها كشركة رسمية على الأقل، وإنما اقتصر نظرهم على وجودها القائم على الإنترنت من خلال موقعها الإلكتروني.

تساهل البنوك والبورصات والمستثمرين مع الشركات الناشئة

لم يكُن مبالغة الناس لتصوراتهم عن مستقبل هذه الشركات أمرًا مستغربًا لأنه حتى البنوك والبورصات آنذاك قدمت العديد من التسهيلات لهذا النوع من الشركات وفتحت بورصة ناسداك والبورصات الأمريكية أبوابها أمام هذه المؤسسات للحصول على استثمارات لمواصلة عملها.

تجاهل العديد من المستثمرين بحماقة القواعد الأساسية للاستثمار في سوق الأوراق المالية، مثل تحليل نسب السعر إلى الربحية، ودراسة اتجاهات السوق، ومراجعة مخطط الأعمال ونموذج العمل. وبدلًا من ذلك أصبح المستثمرون وأصحاب المشاريع مشغولين بالأفكار الجديدة الّتي لم تثبت نجاحها في السوق بعد. حتى من كان يملك بضعة آلاف من الدولارات من الناس وسمع بهذه الظاهرة لجأ فورًا إلى استثمار أمواله في تلك الشركات. التدفق الكبير للأموال من خلال شراء الأسهم الشركات أدى لرفع سعر هذه الشركات بصورة كبيرة، لتصبح لدى الشركات قيمة سوقية كبيرة في فترة زمنية قصيرة.

المبالغة في التسويق بدون اكتمال بناء الشركات

الكثير من الشركات الناشئة الّتي ظهرت لم يكن لدى القائمين عليها خطة لاستخلاص الأرباح وتحقيقها، معظم الشركات كانت تخسر المال وما تحصل عليه من المستثمرين يذهب في التكاليف التشغيلية. كان هناك حديث على أن الأرباح ستأتي مستقبلا وأنها مسألة وقت فقط، بينما الخسائر كانت هي الّتي تتزايد شهرا بعد آخر. في تلك الحقبة شهد التلفزيون الكثير من الإعلانات لتلك الشركات، وركزت معظمها على التسويق والتوسع أملًا منها في تحقيق حصة سوقية جيدة ولكن بدون التفكير في طريقة فعالة لجني الأرباح، وكما نعلم فإن تلك الإعلانات تكلف الملايين من الدولارات أضف إليها التكاليف التشغيلية ليزداد بذلك معدل استنزاف المال في تلك الشركات.

شركات جمعت الملايين

ظهرت العديد من الشركات المغمورة في هذه الفترة وكان من بينها هي شركة Pets.com المتخصصة في بيع مستلزمات الحيوانات الأليفة، وكان هنالك رهانات كبيرة عليها إلا أنه من الملاحظ غياب النموذج الربحي لهذه الشركة، إذ كان القائمون على هذه الشركة يرغبون فقط في أخذ حصة سوقية جيدة من 24 مليار دولار الّتي ينفقها الأمريكيون على الحيوانات الأليفة. فقط وبهذه السهولة وصلت القيمة السوقية للشركة إلى 300 مليون دولار أمريكي!

هناك أيضًا شركة Webvan الّتي تحدثنا عنها سابقًا والّتي استطاعت جميع الكثير من الأموال وذلك لأنها حلت مشكلة توصيل الطلبات الّتي كانت عقبة كبيرة في نمو التجارة الإلكترونية وهذا الأمر ساعد على نموها وتشجيع المستثمرين في ضخ أموالهم فيها. كانت مبيعات الشركة تبلغ 178.5 مليون دولار أمريكي، ولكن كان لها أيضًا حجم إنفاق كبير وقدره 525.4 مليون دولار، ومع ذلك لم يكن ذلك ليثني من عزيمة المستثمرين والمضاربين في وضع أموالهم فيها وبلغت قيمتها السوقية قبل فقاعة الدوت كوم حوالي 4.8 مليار دولار أمريكي.

من الجدير بالذكر أن شركة WebVan أعلنت إفلاسها في عام 2001 خلال فقاعة الدوت كوم وذلك بسبب منهجية التوسع الّتي فرضها المستثمرين، بالإضافة إلى سوء إدارة الشركة، وبلغت خسائر الشركة حوالي 800 مليون دولار، وتبرعت بجميع الأطعمة غير القابلة للتلف لبنوك الطعام المحلية. وكذلك شركة Pets أعلنت إفلاسها أيضًا.

عمومًا كانت توقعات الناس لمستقبل هذا النوع من الشركات الإلكترونية غير واقعية نهائيًا. ومع استمرار أصحاب المشاريع الناشئة بالمبالغة بإمكانيات هذه الشركات على أمل منهم أن يصبحوا من أصحاب الملايين أو أصحاب المليارات مثل مارك كوبان الّذي باع شركته (Broadcast.com) بمبلغ 5.7 مليار دولار أمريكي وأصبح مليارديرًا بين ليلة وضحاها، ومن نمو الكبير للشركات أيضًا مثل شركة أمازون وشركة إيباي، متناسين بذلك أن كلّ شركة من هذه الشركات لم تكن لتحقق ما حققته لولا تبنيها لإستراتيجيات قوية ومحكمة تناقش كافة الأمور المتعلقة بالجانب الربحي والتشغبلي والإداري وو..إلخ للوصول إلى هذا النجاح.

انفجار فقاعة الدوت كوم

مع بداية الألفية الثانية اكتشف العديد من المستثمرين أن رهاناتهم خاطئة وأن هناك مبالغة كبيرة في أسعار الأسهم، وأن الشركات العاملة في هذا المجال لا تربح، وذلك بسبب غياب النموذج الربحي عن معظم هذه الشركات ومع الإنفاق الكبير لرأس المال بسبب المصاريف التشغيلية ازدادت الأمور سوءًا، والأمر الّذي زاد الوضع تعقيدًا أن الكثير من القائمين على هذه الشركات لا يملكون خبرة في القطاع المالي ولا الإداري لتسيير أمور شركاتهم، وبعضهم سقط في تبذير أموال المستثمرين بالإعلانات والحفلات والمؤتمرات الّتي لا طائل منها. فشلت تلك الشركات في البدء بحصد الأرباح بعد سنوات قليلة من انشائها ودمر ازدياد الخسائر حماسية المستثمرين تمامًا وبث في نفوسهم الخوف والرعب ولجأوا فورًا إلى خيار الإنسحاب.

كانت شرارة الإنفجار بدأت مع ظهور التقارير الّتي تحذر من هذه الفقاعة في الصحف الأمريكية والبريطانية؛ لذا تسابق حاملي الأسهم من المستثمرين والمضاربين على بيع الأسهم عند الذروة لتحقيق أرباح جيدة والخروج من السوق بسلاسة الأمر الّذي أدى في نهاية المطاف إلى انهيار كبير لأسهم تلك الشركات، ولأن تلك الشركات قائمة على الأموال الّتي يحصلون عليها من المستثمرين فقد انهارت وأعلنت الكثير منها إفلاسها.

اندلعت الأزمة ووصلت الخسائر الإجمالية إلى 5 تريليونات دولار أمريكي على الأقل، وتضررت مختلف الشركات بدون استثناءات خلال هذه الفترة العصيبة، وشركات كثيرة أعلنت افلاسها، أما بعضها الآخر فقد سعى للخروج من سوق الأسهم مع تراجع قيمتها السوقية بنسب وصلت إلى 80 في المئة. ويذكر أن سهم أمازون تراجع من 100 دولار إلى 4 دولارات أمريكية للسهم مع خسارة أغلب قيمتها السوقية خلال هذه الفترة. وحتى شركات أخرى لم يكن لها صلة مباشرة بشركات الدوت كوم، مثل شركة الإتصالات كوالكوم (Qualcomm) إذ انخفضت قيمة سهمها إلى 13 دولار بعد أن كان 70 دولار أمريكي، وشركة التكنولوجيا العملاقة سيسكو (Cisco) انخفضت سهمها إلى 15 دولار بعد أن كان 74 دولار أمريكي عمومًا الكثير من الشركات تضررت من هذه الأزمة بالرغم من أنها من الشركات الناجحة.

استمرت تأثيرات الأزمة على أسواق المال حتى 2002 و2003 ليبدأ مؤشر ناسداك في التعافي تدريجيًا، ويتجاوز العالم قصة المئات من الشركات الناشئة المفلسة، وليبقى عدد من الشركات على قيد الحياة وإن تضررت كثيرًا وهذا لأنها تملك خطة واستراتيجية منطقية لتحقيق الأرباح.

من الجدير بالذكر أنه عندما انتهت أزمة الدوت كوم عكف المستثمرون على نقل استثماراتهم في أماكن أخرى بغرض استثمارها في أصول آمنة أكثر من شركات الدوت كوم، وكانت التوجه الآمن -من وجهة نظرهم- آنذاك هي العقارات، لتبدأ بذلك عملية غرس بذور أزمة جديدة تلوح في الأفق، ولأنه لا أحد يتعلم من التاريخ ولا حتى من أخطائه دخل العالم في منحدر سحيق آخر. وبدأ الشغف مرة أخرى بالاستثمار العقاري يتزايد يومًا بعد يوم، وبدأت عملية النفخ في فقاعة جديدة، كانت هذه الفرصة رائعة للمهووسين بالمضاربة، ومرة أخرى، لم يكن المستثمرون يعلمون أنهم ينفخون في أكبر فقاعة للأصول بعد حادثة الكساد الكبير، أخذت أسعار العقارات بالارتفاع بمعدلات غير مسبوقة سنويًا، لتنفجر فقاعة جديدة أيضًا في 2007 ولتنهار أسعار العقارات بشكل مدوٍ في نهاية مأساوية. ومن يدري لعلنا نشهد إنفجار فقاعة جديدة ولكن هذه المرة ليست في شركات الدوت كوم، ولا حتى في العقارات، وإنما في شركات الذكاء الصنعي!

الخاتمة

تعرفنا في هذا المقال على جزء من تاريخ التجارة الإلكترونية وتوسعّنا في فهم الصورة الكاملة لبعض الأحداث المؤثرة الّتي غيرت مجرى تاريخ التجارة الإلكترونية وتعرفنا على المشاكل الّتي واجهتها التجارة الإلكترونية وانتهينا بذكر الحلول الّتي مهدت لانفجار فقاعة الدوت كوم.

وختامًا عاد الاهتمام مرة أخرى في القطاع التقني عمومًا وقطاع التجارة الإلكترونية خصوصًا، كما شهد أيضًا عودة أصحاب الأموال من بنوك التمويل والمستثمرين المغامرين للاهتمام بهذا النوع من الشركات ولكن هذه المرة بحذر شديد. سنكمل في المقال القادم ما حدث في السنوات اللاحقة وسنرى كيف تطورت التجارة الإلكترونية لتصبح كما هي عليه في يومنا الحالي.

AbdElrahman Ali
AbdElrahman Ali
Hello! My name is Abdel Rahman Ali and I am currently a student at the Egyptian Faculty of Tourism and Hotels. With experience working as a barista in various brands, I have developed a passion for everything related to coffee. I have also received extensive training and certification in coffee and roasting techniques through Starbucks Global Academy. I am excited to continue pursuing my passion and applying my skills in the industry.

تعليقات